الخميس، 18 أغسطس 2011

وطن على وتر قطع الوتر

وتر بلا وطن، هكذا يجب أن تكون التسمية السليمة للبرنامج الساخر الذي يعرض على تلفزيون فلسطين، ليس لأن هذا رأيي ولكن لأن الممثلين في هذا البرنامج لم يبقوا على شيء في هذا الوطن إلا وسخروا منه، ولم تبقى قيمة واحدة ولا ظاهرة فلسطينية ولا شخصية وطنية إلا ونالوا منها، وكأن من خلف هذا البرنامج يريد أن ينتقم من الجميع بهذا الهزل الصاخب غير الموزون، رغم أن هذا البرنامج قد ابتدأ بداية حسنة وإيجابية، حيث كان يناقش القضايا الملحة والحرجة للشارع الفلسطيني والتي تزعج المواطن، وكان هذا الهدف من عرضه وهو معالجة القضايا المجتمعية، ولكن بعد أن انتشر بسرعة مهولة ونال إعجاب الناس البسطاء العاديين والمسئولين معا، وبدأت علاقات ممثليه وتحديدا المهرج الأكبر عماد فراجين تتسع وتمتد رأسيا ووجد أن برنامجه يلقى قبول كبير بين الأمراء والحاشية الشئ الذي دفعه إلى الغرور وتوسيع دائرة استهدافه لتنال من كل الوطن.
يظهر للعلن أحيانا أنه إعلام حر وهادف ويتناول هموم المجتمع وهذا صحيح حين يتحدث عن قضايا الشارع, وأحيانا يكون برنامج صغير وموجه وناعق حين يرمي النكات ليضحك المعلم بملء فمه ويطرب بتصفيقه له، وربما حازوا على أفضل برنامج في الإعلام الرسمي, كما أنهم يجاملون أحيانا المعلم على حساب الأصغر والأكبر من المعلم، وغالبا ما يدفعهم غرورهم لا حياديتهم للاستهزاء من قادة عظماء فلسطينيين وغيرهم وفي الغالب هؤلاء القادة لا يحتملوا النقد أو حتى الإتيان على ذكر أسماءهم، حتى تكالبوا جميعا على البرنامج ورفعوا قضايا للنائب العام، وفي نهاية المطاف سخروا من النائب العام ذاته.
فعلا أمتعتمونا كثيرا وشفيتم صدورنا مرات كثيرة حين تناولتم قضايا تهم المواطنين بالدرجة الأولى، ولكن حين تحول البرنامج إلى تصفية حسابات وتهديدات والتلويح بالبرنامج في وجه الغير أصبح البرنامج عبئا علينا وبلطجة جديدة من نوع آخر بلطجة إعلامية لا تحتمل وجب ردمها ووقفها ووضع مسئول الإعلام الرسمي أمام مسئولياته.
لقد قرر النائب العام وقف البرنامج، وذلك لأن وطن على وتر تناول بسخرية مقامات لا يجب أن تطال كما قال النائب العام، نعم وطن على وتر نال من كل الوطن، ولكن لطالما نال من كل شيء ولم يوقفه أحد لماذا يتم وقفه اليوم رغم أني مع وقفه ولكن لطالما نال من كل شيء ولم يوقفه أحد، قولوا لنا لماذا الآن انتبهتم إلى سخريته من مقامات رفيعة.
وبمناسبة مسئول الاعلام الرسمي أتوجه بحديثي للسيد ناصر اللحام الذي لطالما تغنى به الآخرون و بحياديته وجرأته ورزانته، نعم أنا لا أمدح ناصر اللحام ولكن هذا ما علمته عنه وما لمسته ولكن في الآونة الأخيرة بهتت لون الحيادية لديه وأخذ جانب وبشكل علني, كما أنه بمناسبة وبدون مناسبة يذكر إسم ياسر عبد ربه في مقالاته وما علاقتنا بذقن السيد عبد ربه حلقت أم لا، وهل الرئيس نادم، عزيزي د. ناصر اللحام أرجو منك لأننا أحببناك أن تحيد نفسك أولا وثانيا أن لا تستخدم مقالاتك لذكر أحد بلا مناسبة.
السيد ياسر عبد ربه يقول أن وقف برنامج وطن على وتر انتهاك لحرية الرأي والفن ويهدد المثقفين والكتاب ويطلب وقفة مع البرنامج، كما أنه سيتوجه إلى القضاء لنصرة برنامجه، إن كان لديه كل هذا العزم لنصرة قضية تخصه وحده فقط فلما لا ينتصر لقضايا الشعب المهزومة، فمن أهم المصالحة التي لم أسمعه يتحدث عنها بكل هذا الحنق أم برنامجه، إطلاق حملة للدفاع عن اللاجئين في سورية أم برنامجه، الخروج إلى الإعلام وإعلان فشل المفاوضات بشكل جرئ كان أولى من خروجك هذا، مهاجمة الاحتلال أهم من مهاجمة النائب العام الذي استفزه البرنامج فجأة، إن كان في وقف البرنامج انتهاك فكل يوم هناك انتهاك للحريات العامة ولحقوق الإنسان واعتقال صحافيين وتكتيم أفواه في أراضي السلطة الفلسطينية لما لم نسمع منك شئ إلا اليوم، يا سيد ياسر مللنا ألم تمل !!!.
Salah_wadia@hotmail.com