الاثنين، 2 يناير 2012

فتح والفرصة الأخيرة


الليلة، العالم أجمع يحتفل برأس السنة الميلادية مسلمين ومسيحيين ويهود وغيرهم، أوروبيين وأمريكان وأفارقه وعرب وغيرهم، الجميع يعد نفسه وأسرته وأصدقاؤه  للاحتفال بهذه الليلة ويقيمون احتفالات وسهرات حتى الصباح، فقط وحدنا نحن الفلسطينيون الآلاف منا في فلسطين وفي أنحاء العالم يحتفلون أيضا بليلة 31/12 ولكن ليس للاحتفال برأس السنة فقط وإنما للاحتفال بذكرى انطلاقة حركة فتح، كل البشر في هذه الليلة يلفون أنفسهم بكل أشكال الزينة ونحن فقط نلف أنفسنا بالكوفية والعلم الفلسطيني والراية الصفراء، هذه المناسبة عرسا فلسطينيا خالصا لا فحاويا فقط، حيث يحتفل معنا في كل عام جميع أصدقاؤنا وأحبتنا والمناضلين الذين يعرفون أن  للتاريخ مدخل واحد فقط يبدأ من عند فتح وهم أبناء فصائل عريقة ومقاومه.

هذا اليوم يعيد أعمارنا عشرات السنين للخلف لنتذكر طفولتنا ونحن نحلم بأن نبلغ الحلم لننتمي لفتح، وصبانا ونحن ندشن باكورة أعمالنا التنظيمية، وشبابنا الذي أفنيناه متنقلين هنا وهناك في أروقة البيت الفتحاوي الدافئ، تلك المراحل العزيزة من أعمار البشر نحن وهبناها لحركتنا ونصرتها وبالتالي للوطن، وصدقا لو عادت أعمارنا لوهبناها مرة أخرى لفتح.

الجميع في هذه المناسبة يشعل المشاعل ويعلي الأهازيج والأفراح والاحتفالات ورام الله الليلة تنار حتى الصباح وتعيش الفرح الفتحاوي، ولكننا أبناء فتح في غزه ممنوعين من الفرح ممنوعين من الاحتفال بذكرى أنبل ظاهرة فلسطينيه ممنوعين من إشعال شعله لعام جديد  قد يكون أفضل علينا وعلى فتح وعلى الوطن، لذلك ليس أمامنا نحن أبناء فتح في غزه سوى الفيس بوك والتويتر والتدوينات والمقالات والتزام البيوت التي كانت دوما تشتاق إلينا في مثل هذه الأيام من السنين الماضية،وهذا ما دفعني للكتابة بفتحاوية مطلقه الليلة، لذا على قيادات فتح أن يسمعوا بشيء من الصبر والحكمة لي ولغيري، على الأقل في هذه المناسبة.

منذ أن علمنا بأن اللجنة المركزية سوف تقوم باختيار مرشحين الحركة بدون إشراك الكادر في المؤتمرات من خلال الانتخابات الداخلية (البرايمرز) شعرنا جميعا مكلفين وبمهمات تنظيميه أو غير مكلفين وبدون مهمات بالإحباط الشديد وانتقاص الهمم وثقلها وخيبة الأمل الشديدة، ليس لأننا غير واثقين في اختيارات قادتنا ولكننا لا نريد أن نكرر قصة الأمس حينما نزلنا بقوائم غير مرضية للكادر أولا وللجمهور ثانيا، إلى جانب أن قاعدة الحركة سمتها التنوع والتعدد الفكري والأيديولوجي والديني برغم انتمائهم التنظيمي وهم بذلك نموذج مصغر وعينة إحصائية بسيطة عن الشارع الفلسطيني وبالتالي من سيتم اختيارهم بواسطة أبناء الحركة من خلال الانتخابات الداخلية سوف ينالون ثقة الشارع وسوف يحظوا على ثقة الناخبين وهم الشريحة الأكبر.

وكيف لفتح التي ابتدعت الديمقراطية والعمل التنظيمي الأخوي الحر أن تتسم بالدكتاتورية والرأي الواحد والمركزية في القرار، نعم أبناء الحركة سيعملون لأي قائمة سوف تفرزها الحركة وبأي طريقة ولكن الرغبة تولد النجاح، والشعور بالرضا يؤدي إلى إنتاج وفير وسليم، وعندما يكون الكادر راض عن القائمة التي يعمل لها والتي قام باختيارها بنفسه سوف يبذل كل طاقاته ويظهر أفضل ما لديه لينتصر لها لأنه سوف ينتصر لنفسه ولاختياراته من خلالها.

أما فيما يتعلق بقضية الأخ محمد دحلان التي طال الحديث حولها وأعادت إلى مسامعنا الهمس حول التقسيمات والتصنيفات التي عملت في الماضي على تفتيت الحركة بين شرعية وتوجه، وحديث عن قائمة لفتح وقائمة لفتحاويين وغيرهم، أما آن لنا أن نعلم حجم عذاباتنا وآلامنا وهزيمتنا وتقزمنا أمام منافسنا، أما آن لنا أن نسمو على جراحنا وحكاياتنا وهفواتنا ونعلم حقيقة مصابنا، نعم سنذهب خلف قيادتنا حتى النهاية ربما نهايتنا نحن ولكن ليس نهاية فتح.

لا أعلم إن كان دحلان أخطأ أم لا ولكني أكاد أجزم أنه مندفع كل الاندفاع نحو الحركة ليعود واحد من المجموع لا واحد فوق المجموع، وبأنه يهاجم ليلفت الانتباه بأنه موجود، وقصة القائمة الجديدة يجرح نطقها كل فتحاوي وأولهم دحلان ومن معه، ربما يعتقد أن هذا شر لا بد منه في ظل الإقصاء الذي تعرض له، ونحن سيدي الرئيس وقياداتنا في اللجنة المركزية لا يهمنا الشخوص وإنما تهمنا الحركة وهي الآن في أمس الحاجة لفتحاوية كل فتحاوي ولإخلاص كل محب ولتؤجل الخصومة إلى ما بعد الانتخابات، ولنحترم جميعنا قدر منافسينا وقدراتهم ونعد لملاقاتهم، كما أخاطب السيد دحلان بروح فتحاوية خالصة أن تمسك لآخر لحظة لعل أحدهم يرى يدك، وأعدل عن فكرة أن تكون فتحاوي خارج النص أو أن تعاقب خصومك فتعاقب الحركة، فأي قائمة تذهب إليها أنت وإخوانك سوف تأخذ من زخم وجمهور حركة فتح وهذا ما لا ترغبه أنت ولا نحن، اصبر وصابر ولا تيأس.

الوقت ينفذ وعجلة الأيام تدور والمنافس يرفض الآخر ويربط نفسه بحركة الربيع ليمرر ذاته على الناس، وليقطف بعض من نجاحات الإخوان، لذلك فلتعلو الهامات وتنتصب القامات وتمد الجسور وترمى الحبال إن المسئولية تاريخية ونحن على مفترق طرق أخير والتاريخ لا ولن يرحم من سيكون السبب في نكسة فتحاوية ثانية، ولا أبناء فتح سوف يرحمون ويعفون ويغفرون ولن يستطيعوا حتى وإن رغبوا.

السيد الرئيس الكل الفتحاوي لك ومعك ويثق بحكمتك ورؤيتك التنظيمية وهذا ليس من باب التملق وليس من باب الاصطفاف ولكنه من باب الحرص والمحبة حيث أنك ليس قائدا لفتح فقط وإنما قائد وأب لكل الشعب الفلسطيني ولا يجوز أن تكون طرفا في قضية وفي خلاف داخلي تنظيمي ولا يجب أن يكون مختلف عليك، أنت سيدي الحكم بيننا جميعا ووالدنا جميعا فتعالى سيدي على كل الصغائر والضغائن وأعلم أننا جميعا أبناء فتح لا والد لنا ولا قائد لنا سواك.
نحن مستعدون لحمل الأمانة ولنقدم أنفسنا للناس بحلة فتحاوية صفراء خالصة، وسوف نكون الأوائل  لأننا ولأن فتح مجمع كل شي ووعاء لكل النبلاء والوطنيين، ولكن عليكم قادتنا إعطاؤنا حلة نظيفة وراية براقة وجسد سليم،عاشت الذكرى المجيدة ولتستمر الثورة.

Salah_wadia@hotmail.com