الثلاثاء، 18 مارس 2014

رسالة فتحاوية



رسالة فتحاوية
د. صلاح الوادية
أخواتي .. إخواني .. رفاقي، تحية فلسطينية فتحاوية عبقة بشذا تاريخنا ونضالنا وصمودنا، وبعد...
تابعنا جميعنا بأسى وحزن عميق واشمئزاز قاتل ما دار في اليومين الماضيين على الإعلام من تراشق إعلامي وخطابات مؤسفة بين السيد الرئيس والنائب محمد دحلان، لا ترتقي إلى مستواهم ومكانتهم، وبغض النظر عن البادئ في هذا الزجال المسيئ، أرى أنه لا يخدم شخوصه بالمطلق، بل لا يخدم حركة فتح ولا القضية الفلسطينية، وتداعياته سوف تنسحب على كل شئ، لذلك بصفتي أحد أبناء حركة فتح أولا وفلسطيني ثانيا، أؤكد على التالي:
1. أرفض رفضا تاما وبمسؤولية الاتهامات التي وجهها السيد الرئيس في كلمته أمام المجلس الثوري لكل الإخوة المناضلين أبناء الحركة الذين تم اتهامهم.
2. أرفض رفضا تاما وبمسؤولية كل الاتهامات التي ساقها النائب محمد دحلان ضد السيد الرئيس، والتهكم الذي تناول فيه شخوص ورموز الحركة.
3. أؤكد ومن خلال قرائتي للخطابين ومن خلال قراءة كل المواقف الرسمية والشعبية، أن كل التهم التي أطلقها السيد الرئيس والتهم التي أطلقها النائب دحلان إنما هي عارية تماما عن الصحة، وأنها جاءت في إطار  حرب كلامية وإعلامية واستفزازت وبطانة سيئة ومسيئة، أن تاريخ الطرفين يخلو من أي ذلل أو خلل، وإنما هم كما عهدناهم مناضلين وثوار.
4. أطالب الإخوة الكبار أعضاء اللجنة المركزية أن يتحلوا بالمسؤولية وأن يرأفوا بحال حركة فتح وحال أبناء الحركة الصابرين في غزة على الحرمان والهوان والصابرين في الضفة على الغلاء ومعاناة الحواجز، وأن يقوم جميع أو جزء من أعضاء اللجنة المركزية بأخذ زمام المبادرة والضغط على طرفي الخلاف لانهائه، ولتبييض وجوه أبناء الحركة في الشارع ولتبييض وجوههم هم نفسهم أمام البسيطين والساسة وأمام الأصدقاء والأحبة في كل العالم، ليسيروا على درب أبا إياد وأبا جهاد وأبا عمار وإخوانهم الذين هم يكملون مسيرتهم ويملئون أماكنهم.
5. أطالب السيد الرئيس بالتحلي بالصبر والسماحة والعمل على لم الشمل الفتحاوي وعدم الإضطراد في الخلاف والصراع المحموم بينه وبين شريكه في كل شئ النائب دحلان.
6. أطالب النائب دحلان بالتحلي بالصبر والسماحة والعمل على ردم هذا الواقع السيء وحالة التراشق الإعلامي، والعودة لضبط النفس والعمل داخل الإطار لا على الإعلام، وعدم اليأس من خطب ود شركاء الأمس.
7. أتمنى من الإخوة أبناء حركة فتح وبمختلف مستوياتهم التنظيمية، ضرورة التحلي بالمسؤولية والعض على الجراح وردم أي خلاف تنظيمي جانبي سببه الخلاف القيادي، ومآثرة الصمت على التراشق الإعلامي، ومن لديه كلمة طيبة يقلها، ومن يرى أن كلامه سوف يؤجج الخلاف أرجو أن يلتزم به.
8. في اليومين الماضيين وبعد الخطابين المؤسفين لم أجد شخصا واحدا فتحاوي أو مستقل أو من فصائل أخرى وطنية وإسلامية يحترم حركة فتح بتاريخها ومكانتها إلا مستشيط غضبا من الطرفين وناقم بجدية على كل التفاصيل التي دارت، ولا يقف في وضعية المتفرج إلا الجبان، ولا يقف في وضعية المتفرج إلا الشامت، ولا يقف في وضعية المستاء والمصلح واللائم للطرفين إلا المحب الحقيقي للحركة وللوطن والذي يتحلى بالمسؤولية والشجاعة والحنكة.
أخواتي .. إخواني الأحبة، كان بامكاني الاصطفاف وسب وشتم الآخر ولا تنقصني الشجاعة لفعل ذلك، ولكني اليوم أرى أن الأولى هو التحلي بالعقلانية والمسؤولية ووضع حركة فتح نصب أعيننا ونحن نتعامل مع شركاء الأمس وإخوة الحاضر والمستقبل، لا صوت يعلو فوق صوت العقل، والحب، والأخلاق التنظيمية.




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق